شريط الأخبار

الأردن وإدارة ترامب الثانية

الأردن وإدارة ترامب الثانية
كرمالكم :  

فهد الخيطان

يدخل الأردن جولته الثانية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنفس التشكيلة التي لعبت مباراة الجولة الأولى. الفريق السياسي والدبلوماسي والعسكري والأمني ذاته تقريبا موجود بخبراته الوفيرة عن طريقة إدارة ترامب ومقارباته للسياسة الخارجية وقضايا الشرق الأوسط والأهم ملف العلاقات الثنائية.

ترامب لم يتغير. منذ اليوم الأول له في الحكم قدم نفس الأداء المثير والمقلق، فريقه تم تجديده كليا. لم يعد أحد من رفاق الأمس إلى أي موقع قيادي في الإدارة الجديدة. أما الفريق الأردني فوزير الخارجية الذي تعامل مع إدارة ترامب لفترة  سابقة ما يزال في موقعه وأعني نائب رئيس الوزراء المتمرس أيمن الصفدي، والسفيرة الأردنية في واشنطن دينا قعوار ذات الباع الطويل في التعامل مع رموز إدارة ترامب الأولى ومن بعده. رئيس هيئة الأركان اللواء يوسف الحنيطي ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني كانا في خضم العلاقة مع إدارة ترامب الأولى وها هما في موقعيهما استعدادا للجولة الثانية. التغيير في المواقع انحصر في رئاسة الحكومة فقط الرئيس السابق الدكتور بشر الخصاونة "لعب" أساسيا في المباراة الأولى مع الفريق من موقعه  كمستشار أول لجلالة الملك، ومن ثم كرئيس وزراء.

رئيس الوزراء الحالي الدكتور جعفر حسان خبير في السياسة الأميركية وسبق له أن خدم في السفارة الأردنية بالعاصمة واشنطن، وواكب عن كثب سجالات الجولة الأولى من عهد ترامب، وتحمل المسؤولية مديرا لمكتب جلالة الملك بعد رحيل الإدارة الجمهورية، لكنه عاين ما خلفته من ملفات وأفكار تجاه الشرق الأوسط.

معروف أن جلالة الملك هو من يضع الإطار العام للسياسة الخارجية الأردنية، ويقود الدبلوماسية الأردنية، بما يمثل من كنز ثمين في هذا الصدد وله الأثر الحاسم في جعل الأردن بهذه المكانة الدولية المحترمة. بينما الفريق الدبلوماسي والسياسي يتولى تنفيذ ما هو مقرر في الإطار العام.

المعرفة الأردنية العميقة بمقاربات ترامب توفر للأردن فرصة ممتازة لخوض الجولة الثانية بدون مفاجأت كبيرة. أسماء رئيسة في الإدارة الجديدة تجمعها علاقات ممتازة مع الأردن مثل وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي، والمؤسسة العسكرية والأمنية في البلدين يبنهما تاريخ طويل من العمل المشترك والمصالح المتبادلة، وتكاد الثقة بينهما تكون في أحسن مستوياتها.

لكن الشرق الأوسط الذي تركه ترامب قبل أربع سنوات ليس هو ذاته الذي يعود إليه، باستثناء وجود نتنياهو في الجولتين، وذلك أمر لايخدم أبدا طموحات الأردن بمسار آمن للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، ولا حتى في جهود إدارة ترامب لتكريس مسار الاتفاقيات الإبراهيمية.

ثمة ملفات ثنائية قد تختلف ظروف التعامل معها في المرحلة الثانية وأعني المساعدات التنموية واتفاقية التجارة الحرة بين البلدين. ترامب في أول أوامره التنفيذية قرر تجميد المساعدات الخارجية مدة 90 يوما لحين مراجعتها، وفرض رسوم جمركية على الاتفاقيات الجمركية، ولانعلم بعد إن كان ذلك سيؤثر على وضع الأردن.

الإشارات الأولى التي أرسلها ترامب تفيد بأن رؤيته للشرق الأوسط لم تتغير كثيرا، يريد السلام والهدوء دون حروب، لكن العلاقات الخارجية بالنسبة له قائمة على مبدأ الصفقات العقارية.

يقول مطلعون على مبادئ ترامب في الحكم، إن على حلفائه أن يقلقوا هذه المرة أكثر من أعدائه.

أردنيا خبرة الفريق السياسي والدبلوماسي مفيدة جدا لنا في الجولة الثانية، لكن ربما طريقة اللعب ستختلف هذه المرة. ليس سهلا علينا المجازفة بمباراة مفتوحة دون حسابات.

الغد

مواضيع قد تهمك