شريط الأخبار

ليس دفاعا عن الصفدي.. ولكن..!

ليس دفاعا عن الصفدي.. ولكن..!
كرمالكم :  

محمود كريشان

أولا.. علينا ان نعلم ان ايمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء/ وزير الخارجية الأردني.. رجل المهمات الصعبة، الذي لم يكن يجامل في موقعه الرسمي، ويقول ما يرى وما يشاهد، فهو لا يوارب.. ولا يختبئ خلف الدبلوماسية، أمام غطرسة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمهم، في قطاع غزة وفلسطين ولبنان..

ما يُثير في هذا الوزير، الذي مارس عمله انطلاقا من ثوابت اردنية وعربية، طيلة فترة العدوان على القطاع بديناميته كبيرة جدا، فاتصالاته الخارجية مع مختلف البلدان، وأنشطته الديبلوماسية لم تتوقف ابدا، ولازال حاضرا في الواجهة السياسية العربية والدولية.. في جميع المفاصل الصعبة..

هذا الرجل يستحق وزنه ذهبا.. فقد أثبتت الأحداث والأيام أنه واحد من أهم وزراء الخارجية في المنطقة، الذي يصدح بالحق في وجه العدوان الإسرائيلي وأكد النجاح المتواصل الذي تحققه الدبلوماسية الأردنية في التعاطي مع الأزمات المتعددة، وبات حديث المنطقة والأقليم والعالم، أعجاباً وتقديراً بالدور النشط والرؤية الصائبة والمواقف الثابتة.

كان لابد لنا من هذه المقدمة، قبل ان نتحدث عن التصريحات "المجتزأة" للوزير الصفدي في منتدى دافوس الاقتصادي، حول "حكم غزة وحصر السلاح الفلسطيني بيد الدولة”، والتي استثمرتها فئة تفتقر الى الصدق وقولبتها باجتزاء مشبوه حتى تثير جدلًا كبيرًا بعد اجتزائها "بخبث" من سياقها الأصلي.

الصفدي الذي أكد في كلمته أهمية دعم مؤسسات الدولة الفلسطينية الشرعية كجزء من حل الدولتين، لكن مقاطع مجتزأة "بمكر" تم نشرها لتثير تأويلات خاطئة حول تصريحاته.

وزارة الخارجية الأردنية وسفراء اردنيين وعرب وكتاب مهتمين بهذا الملف أوضحوا أن حديث الصفدي يعكس دعم الأردن لحقوق الفلسطينيين وبناء دولتهم المستقلة، مشيرين إلى أن الاجتزاء حرف من سياق الحديث، وأدى إلى سوء فهم الموقف، فاستثمرته فئات متربصة بالمواقف الاردنية الداعمة بكل قوة لأهلنا في فلسطين والقطاع لتخرجه عن سياقه الحقيقي بهدف التشويش والتشكيك المريب وتشويه الحقائق.

ما نريد ان نقوله: ليس هناك أخبث من اقتطاع الكلام والتصريح من سياقه، هذا في السياسة والاعلام وهو ما حصل في تصريحات الصفدي في منتدى دافوس، والذي قال فيه "السلطة الوطنية الفلسطينية يجب أن تتولى مسؤولية غزة، وفي سياق الحل السياسي تمتلك الحكومة الفلسطينية حصريا قرار السلم والحرب، ولا يكون هناك مليشيات او جماعات مسلحة خارجها"..

وبكل صراحة.. بعض نواب الحركة الاسلامية ركزوا بهدف اثارة الرأي العام، على كلمة "ميليشيات وجماعات" مسلحة باعتباره وصفا موجها لقوى المقاومة، لكن الهدف الفعلي من اثارتهم لذلك، هو رأي الصفدي بان السلطة الفلسطينية هي من يجب ان تتولى مسؤولية قطاع غزة..

وعموما.. علينا ان لا ننسى تصريح سابق للوزير الصفدي خلال لقائه بعدد كبير من الصحفيين والكتاب في ندوة استضافها صالون أمانة عمّان يوم ٨ تشرين ثاني ٢٠٢٣  وقال خلالها: إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فكرة لا تنتهي، ومن يريد وضعا مغايرا عليه تلبية حقوق الشعب الفلسطيني، مشددا على أن الأردن يرفض أي حديث عن إدارة غزة ما بعد الحرب عبر قوات عربية أو غير عربية.

وجاءت تصريحات الصفدي..

مجمل القول: الدبلوماسية الاردنية تبقى الأنجح على مستوى المنطقة وقد حملت على كاهل رجالها الهم العربي وقضاياهم وكانت الاكثر تأثيرا في نقل الرسالة للعالم حتى يرى بوضوح الجرائم التي اقترفتها ولا تزال تقترفها اسرائيل..

مواضيع قد تهمك