د. منيرة جرادات
يُولي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين القضية الفلسطينية أهمية كبيرة، ويعتبرها القضية المركزية الأولى للأردن. تتجلى جهوده في دعم الشعب الفلسطيني من خلال التأكيد المستمرعلى ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل، الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. و كذلك يحرص جلالته على إبقاء القضية الفلسطينية في صدارة اهتمامات المجتمع الدولي، ويؤكد أن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار إلا بحل هذه القضية بما يحقق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. ويؤكد جلالته دائما على أهمية وقوف الأردنيين إلى جانب أشقائهم في فلسطين في كل جوانب حياتهم، مشيرًا إلى أن دعم الشعب الفلسطيني وحقه في العيش بحرية هو موقف ثابت وراسخ للأردن.
وهذا ما أكد عليه جلالة الملك عبد الله الثاني قبل يومين خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي "ترامب" على موقف الأردن الثابت حول القضية الفلسطينية و ضد تهجير الفلسطينيين الى اي منطقة خارج حدود فلسطين، مشددًا على أن إعادة إعمارغزة يجب أن تتم دون تهجير سكانها، والتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في القطاع ، وأن معالجة الوضع الإنساني هناك يجب أن تكون أولوية للجميع.
هذا الموقف الأردني حظي بتأييد شعبي واسع، حيث يرى الأردنيون أن تهجير الفلسطينيين إلى الأردن يشكل تهديدًا لاستقرار البلاد وتغييرًا لهويتها الوطنية ويدعوا إلى دعم حقوق الفلسطينيين في أرضهم ورفض أي خطط تهجير قسرية لهم او اي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو توطينهم على حسابه، ويؤكدون على ضرورة إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها.
إن هذا الالتفاف حول القيادة الهاشمية والدعم المتواصل من قبل الأردنيين يعكسان عمق العلاقة التاريخية والثقة المتبادلة بين الشعب الأردني وقيادته الهاشمية الفذة. فمنذ تأسيس المملكة، شكلت هذه العلاقة أساس استقرار الأردن وتقدمه. ويظهر الأردنيون دعمهم المتواصل من خلال الولاء والانتماء الوطني، والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة التحديات، سواء كانت سياسية، اقتصادية، أو أمنية.
إن محاولات البعض من السفهاء والمغرضين الذين يحاولون الاصطياد بالماء العكر ويعملون على تشويه صورة الاردن و مواقف قيادته الراسخة والواضحة وضوح الشمس من خلال اخراج تصريحات جلالة الملك عن سياقها الموضوعي لم ولن يحصدوا إلا خيبة الامل بعد ان كذبتهم كبريات الصحف الامريكية والبريطانية حيث شعروا بالخزي والعار بعد ان انهالت على جلالة الملك عبارات الثناء والتقدير من جميع الشرفاء في هذا الوطن والامة والعالم وخاصة من اصحاب القضية انفسهم.
إن ما رايناه اليوم من الحشود الضخمة التي ذهبت لإستقبال جلالة الملك منذ ساعات الفجر في هذا الجو البارد ما هو الا تعبيرعفوي صادق عن تأييد ابناء الشعب للقائد الكبيروتأييد لمواقفه الراسخة والثابتة والواضحة لموقف الاردن تجاه الاهل في فلسطين.
و جلالة الملك يقدر ويثمن التفاف ابناء وطنه حوله حيث يؤكد دائما بأن مصلحة الاردن فوق كل اعتبار وأن مواقفنا ثابتة وراسخة ولن تتغير وأنه سيفعل الافضل للأردن دائما وابدا وانه يستمد من شعبه الوفي القوة والطاقة. ولكن يا سيدي ابنائك في الأردن يقولون لك انهم فخورون بك و يستمدون قوتهم وطاقتهم منك ايها القائد الحكيم فأنت جبل قوي لا تهزه الرياح مهما بلغت قوتها. و شكرا لك يا خير عزوة و خير سند فخرنا عظيم بقائد لا تلين عزائمه.